كنت بعتها: بشّار زيدان يكسر كل التوقعات في أغنية تنبض بالصدق

يتفوّق الفنان بشّار زيدان على ذاته بأغنيته الجديدة ”كنت بعتها“، التي تحمل طابعًا مختلفًا كليًا، حيث يفاجئ الجمهور بعمل يُظهر نضوجًا فنيًا وموسيقيًا لافتًا، ويضعه في مكانة جديدة كصوت صادق ومعبّر في الساحة الغنائية. هذه ليست مجرد أغنية عاطفية عابرة، بل تجربة شعورية متكاملة، تلامس تفاصيلها أدق مشاعر الإنسان.

إستمع للأغنية على سپوتيفاي، يوتيوب ميوزك، أپل ميوزك، أنغامي، وغيرها من منصّات الموسيقى.

حالة من التجديد يمكن ملاحظتها في كافّة معالم الأغنية، بموضوعها المختلف الذي يُطرح لأوّل مرّة، لحنها المبتكر، والإنتاج الموسيقي الذي جسّد هذه الحالة بإبداع.  بصوته الدافئ وأدائه المؤثر، ينقل بشّار حكاية رجل يشعر بالعجز أمام من يحب، ويتمنى لو كان يملك ما يكفي ليُسعدها. يبدأ الأغنية بالقول: أنا لو عندي حاجة أبيعها كنت بعتها، وجبت بيها هديّة حلوة للّي بحبها، بأداءٍ مرهف نابع من القلب وصدق لا يمكن تجاهله. هذا ”الضعف“ سرعان ما يتحوّل إلى قوة في أداء اللازمة، الذي يتضمّن تفاصيل غنائية شرقيّة وقفلات رائعة، ترفع أداء بشار إلى مستوى جديد كليًا. تمكّن بشّار في هذه الأغنية من الجمع ما بين تنقّلات مميّزة في اللحن مستوحاة من موسيقى الـ“Blues“ والعُرب الشرقيّة الحاضرة بحرفيّة، فضلاً عن غنائه عدّة كلمات بأحساس مبهر يترجم معانيها والألم الكامن خلفها.

يقول بشار: ”الأغنية نابعة من ضعف وألم، يولّدان حالة فنيّة جميلة قادرة على ملامسة الجميع. كل منّا مرّ بلحظات شعر فيها بأنه لا يقدّم ما يكفي للأشخاص الذين يحبّهم. سواءاً كان ذلك الشعور موجّه نحو شخص تحبّه، عائلتك، أو أصدقائك، كنت بعتها تتمحور حول رغبة الشخص في تقديم كل شيء لمن يحب، حتى عندما يكون لا يملك شيء آخر سوى الحب ليقدّمه“.

العمل من توزيع المنتج الموسيقي السويدي سيمون جاكُبسون، في ثالث تعاون له مع زيدان، وهذه المرّة يُظهر قدرة عالية على خلق تصاعد درامي موسيقي متكامل، وتفاصيل مبتكرة خلقت جوّاً حسّياً لا يشبه غيره. تبدأ الأغنية بإحساس خالص في المقطع الأول واللازمة دون أي إيقاع، فتترك المجال للكلمات والمشاعر أن تتصدر. ثم يدخل المقطع الموسيقي الذي يتميّز بحضور الغيتار الكهربائي على وقع ”سنابات“ خفيفة وأصوات الخلفية الغامضة التي تضيف بعدًا دراميًا. لحظة صمت قصيرة ترفع منسوب الترقب قبل أن يبدأ المقطع الثاني، فيدخل معه الإيقاع ويأخذ الأغنية إلى مستوى جديد من التفاعل والعاطفة. تبلغ الأغنية ذروتها في الكورال الأخير، وتنتهي بأصداء أداءٍ مختلف  للمقطع الأول دون اكتماله، مما يترك النهاية مفتوحة لتفسير المستمع، وكأن الصوت يصمت ويترك الموسيقى لتختتم القصة دون قول كل شيء.

يعلق جاكُبسون على العمل بقوله: ”كنت بعتها تُظهر جانب أكثر حساسية وحميميّة في صوت بشّار، مما يُبرز الإحساس والعاطفة الخام الموجودة في الأغنية“. ويضيف: ”لقد استمتعت بالعمل على الأغنية وبالنتيجة النهائية“.

في ثالث أعماله، يُثبت بشّار زيدان موهبته الثلاثية كمغنٍ، وشاعر، وملحن، ويؤكد أنه يسير بخطى ثابتة نحو تكوين هوية فنية متفرّدة. كنت بعتها ليست فقط عملًا موسيقيًا قويًا، بل لحظة مفصلية في مسيرته… لحظة ستبقى في ذاكرة الجمهور طويلًا.

Stars Café Magazine