للسنة السابعة عشر، أعلنت مجلّة “ستارز كافيه” عن “نجوم العام” قبل أسابيع، وكان من الطبيعي أن تفوز نانسي عجرم بجائزة “نجمة العام” بعد النجاحات غير الاعتيادية التي حقّقتها في 2022، والتي نراها سنة إكتشاف القمم الجديدة في مسيرة نانسي عجرم.
بعد عشرين سنة من النجاحات والتألق والاستمرارية في حصد المراتب الأولى، قد يكون اعتقد البعض أن نانسي عجرم حقّقت كل ما تتمنّاه، أو أنها وصلت لأقصى نقطة يمكنها بلوغها، لكن النجمة العربية الأولى أثبتت خلال العام الماضي أنها كلّما بلغت قمّة حتى تراءت لها قمم جديدة، فأخذت مسيرتها الفنيّة نحو مرحلة مختلفة، فتحت مساحات جديدة، وكسبت تحديات كبيرة.
النجاح والانتشار العالمي الذي حقّقته نانسي عجرم مع أغنية “صحصح” في تعاونها مع المنتج الموسيقي مارشملو كان مدوياً، فسجّلت في رصيدها عدّة إنجازات حول العالم بسرعة قياسية لم يسبقها عليها أي فنان عربي، مثل الترويج للعمل بمقاييس عالمية هائلة، انتشار الأغنية عبر الإذاعات والتلفزيونات حول العالم، تحقيق المراتب الأولى عبر المنصّات الموسيقية، والوصول لجمهور جديد في مختلف أنحاء العالم. الانتشار الكبير الذي حظيت به الأغنية رافقه كليب مميّز حمل بصمة عالميّة وأظهر انسجام كبير بين مارشملو ونانسي. وبالحديث عن الكليبات، فدائماً ما تحرض نانسي على ترجمة أعمالها الغنائية بصورة متقنة تضيف بعداً آخر لأعمالها، من هنا كان كليب “ما تعتذر” أشبه بفيلم قصير حمل رسائل اجتماعية هامّة لامست الجمهور، وكليب “علشانك” الذي ينبض بالفرح والطاقات والذي سلّط الضوء على واحدة من أجمل أغاني ألبوم نانسي الأخير. وفي ختام العام أهدت نانسي الجمهور أغنية وكليب “يا عيد” التي باتت على الفور واحدة من الكلاسيكيات الجديدة لعيد الميلاد وحظيت بأصداء جماهيرية كبيرة.
من أبرز الأغاني الجديدة التي قدّمتها نانسي خلال العام الماضي نذكر أيضاً “عيشها بعافية” ضمن حملة لدعم مركز مجدي يعقوب لأبحاث القلب. فضلاً عن تكامل عناصر الأغنية وجمالها من حيث الكلمات والألحان والتوزيع المبتكر، سجّلت نانسي هدفاً باتجاهها نحو جمهور “الراپ” في مصر من خلال التعاون مع مروان پابلو في الأغنية، وأثبتت أن هذه النوعية من التعاونات هي السبيل لدمج جمهور جديد مع جمهور “الپوپ” العربي. من الإصدارات الأخرى التي قدّمتها نانسي خلال العام نذكر أيضاً “يا ساتر” التي طرحتها ضمن شارة مسلسل “يوتيرن” في شهر رمضان، أغنية “ناويين” التحفيزية التي أطلقتها ضمن حملة لدعم جمعيّة “رسالة” وحقّقت انتشاراً جماهيرياً كبيراً، وأغنية “تفضّل عندنا” ضمن حملة إعلانية لشركة “تاج مصر” العقارية.
بوجود هذا الزخم الإنتاجي الكبير والنجاحات المتتالية، ليس مستغرباً أن تكون نانسي عجرم نجمة المهرجانات والحفلات الأولى خلال العام الفائت، إذ كان جدولها مزدحماً وتخطّى حدود العالم العربي. من أبرز حفلات نانسي هذا العام نذكر المهرجان الجماهيري الضخم الذي أحيته في جونيه خلال الصيف، حفلها الأيقوني على مسرح الأولمپيا في فرنسا، حفليها في قطر على هامش فعاليات كأس العالم، ومشاركاتها المميّزة في “موسم الرياض”، حفلات “ميدل بيست”، و “تريو نايت” ليلة رأس السنة.
هذه هي نانسي عجرم، النجمة الشغوفة النشيطة التي تبحث دائماً عن الجديد المختلف وتقدّر قيمة فنّها وجمهورها، وتكتب فصلاً جديداً من فصول حكايتها مع النجاح الذي يتخطّى كل الحدود.