منى زكي ذكّرتنا بالسبب الحقيقي لكونها نجمة كبيرة

بقلم: بشّار زيدان

مع انتهاء الموسم الرمضاني وما حمله من وفرة في الأعمال الدرامية، وبعد أن قال الجمهور والنقاد كلماتهم على اختلاف آرائهم، تمكّنت النجمة المصريّة منى زكي من كسب إجماع كبير على التفوّق الذي حقّقته من خلال مسلسل “لعبة نيوتن”.

المسلسل اعتمد أسلوب جديد في الطرح الدرامي، فخاض في مواضيع مختلفة أبرزها الهجرة غير الشرعية وطموح الوالدين في العالم العربي بمنح أبنائهم جنسيّة أجنبية لتأمين مستقبل أفضل لهم. في نصفه الأوّل، تمكّن “لعبة نيوتن” من أن يكون مختلفاً تماماً عن كافة المسلسلات العربية التي رأيناها، إلى أن أخذ منحنى آخر بعد أن طلب “مؤنس” الزواج من “هنا” وما تلته من أحداث أعادت العمل لأجواء الدراما المصريّة، إلا أنه واصل في طرح المواضيع المختلفة مثل الصحّة النفسيّة، أن تكون المرأة على ذمّة زوجين في آن واحد، والإغتصاب الزوجي. كما يختبر المسلسل صدق العلاقة ما بين التديّن والفهم الحقيقي للدين والأخلاق.

يبحر “لعبة نيوتن” في ديناميكيّة العلاقات الزوجيّة بشكل موسّع، شعور الزوجين تجاه بعضهما، بالأخص عند ابتعادهما عن بعضهما، وعندما يواجهان مشاكل مصيريّة. بل ويذهب المسلسل لما هو أبعد من ذلك، فكيف سيتصرّف الزوجان المتباعدان عندما يقابلان أشخاص جدد يحاولون التقرّب منهما؟

قد تكون هناك ثغرات دراميّة في محطّات معيّنة بالمسلسل، إلا أن “لعبة نيوتن” تمكّن من شدّ الجمهور لأحداثه المتلاحقة والمشوّقة منذ الحلقة الأولى، إذ بدأت أحداثه في قمّة الحبكة الدراميّة وسفر “هنا” للولايات المتحدّة، وتلتها حبكات متلاحقة مع كل مشكلة كانت تواجهها سواءاً مع مولودها أو مع زوجها.

ما قدّمته منى زكي في “لعبة نيوتن” من أداء شديد الإتقان تستحقّ عليه التقدير والجوائز، فتكاد تكون في كل حلقة قدّمت مَشاهد مفصليّة تبهرنا فيها بأدائها الحقيقي الذي يلامس إحساس المُشاهد. من خلال هذه المَشاهد الصعبة، ذكّرتنا منى زكي بالسبب الحقيقي الذي جعلها نجمة كبيرة، فهي “معجونة” بموهبة التمثيل وفي “لعبة نيوتن” أظهرت جوانب عدّة لأدواتها التمثيليّة وتقمّصت “هنا” بجوانب شخصيّتها المختلفة من ضعف وسذاجة إلى قوّة وعنفوان، من دراما وإنكسار إلى مواقف كوميديّة مرّت بها كثيراً، ودائماً كان أدائها تلقائي، طبيعي، مما جعله مقنع لأبعد حدّ.

آدم الشرقاوي: ولادة نجم

آدم الشرقاوي ومنى زكي – لعبة نيوتن


تميّز مسلسل “لعبة نيوتن” بطريقة سرد الأحداث وتقطيعها، بأسلوب التصوير والإتقان السينمائي فيه، ومن أهم جوانب نجاح العمل كان اختيار الممثّلين. كل ممثّل تم اختياره بعناية للدّور الذي قدّمه ممّا يجعلك تقتنع بكافّة الشخصيات. أما مفاجأة المسلسل فكان آدم الشرقاوي الذي أدّى دور “زياد”، إذ تمكّن من أن يصبح نجماً حقيقياً من خلال “لعبة نيوتن” رغم أنه لم يكن معروفاً قبل المسلسل. منذ ظهوره في مشهد السيارة لإيصال “هنا” والمواقف الطريفة التي حصلت بينهما في الطريق، تشكّلت ثنائيّة مميّزة بين منى زكي وآدم الشرقاوي انتظر المشاهدين متابعتها طيلة المسلسل. نجاح هذه الثنائية يستحق تطويرها من خلال فيلم سينمائي قد يكون رومانسي كوميدي.

Stars Café Magazine